لا يمكن لأي إنسان يؤمن بمفهوم الدولة المدنية، وبأهمية الديمقراطية، كعمود رئيسي، ووريد حيوي لها، إلا أن يؤمن بالتفعيل السياسي للأدوات الرقابية لآخر منتهاها، وبأقصى طاقاتها. ومن هنا، نكرر تلك الجملة التي تيبست وتغضنت وتقيحت، ونحن نتقاذفها من نوافذنا تحت شمس الكويت الحارقة: «الاستجواب حق دستوري».
هو كذلك، ولا شك أن الحكومة لو التزمت منهج «إمش عدل يحتار عدوك فيك» لقطعت الطريق على الاستجوابات التي شلت البلد ومرافقه وحتى حواس مواطنيه.. ولكن هل النظام الديمقراطي الدستوري هو فقط تفعيل للأدوات الرقابية والتنفيذ النصي للقوانين ومواد الدستور؟
لا يمكن للديمقراطية الحقة أن تكتمل من دون أخلاق، من دون «رمز شرف» يحمي الديمقراطية الرقابية من التوحش والتعسف، ينأى بها عن النهش في أعراض الآخرين وأخلاقهم، ويرتفع بها عن شخصنة الصراع.
النهج المتداول على الساحة السياسية الكويتية الآن هو نهج دستوري يتربص به المتربصون، يفعّلون مواده لتنقلب عليه، يرجرجونه لتسقط أخلاقياته في القاع، وتطفو نواقصه الإنسانية إلى السطح، مكبرة، مضخمة، صفراء مقيتة للناظرين. لدينا دستور، يستخدمه «ممثلو الأمة».. على المسرح الديمقراطي، يشقلبونه ويتقاذفونه، ساعة يعرونه، تاركيه يرتجف برداً في خواء «المسرح».. وتارة يقمطونه بألف وشاح أسود، حتى يختنق من الحرارة. ونحن على كراسينا مشدوهين مشدودين، لا ندري أنصفق للمشهد الهزيل أم نضحك عليه! أم نترك كراسينا غاضبين. ثمن باهظ هذا الذي ندفعه جميعاً لديمقراطية بلا أخلاق، بلا «رمز شرف»، بلا حنكة، تجعلنا نختار معاركنا ونقدم الأهم على المهم، ونتغاضى، وتلك أهم الممارسات السياسية، عن بعض الخطأ من أجل الكثير من الحق والخير.
لست في عارض تبرئة الحكومة، فالمثل يقول، الرقصة تحتاج لطرفين.. والطرفان، بلا شك، يرقصان في جنازة ليس لها صاحب، أو كلنا أصحابها، ولكننا لا نريد أن نمشي خلفها. ولست في عارض الدفاع عن رئيس مجلس الوزراء، حيث إنني، وبكل وضوح، لا أفهم أبعاد اللعبة السياسية. فهناك شيك مكتوب من رجل، هو في أرفع منصب قيادي في الدولة، لآخر هو في أرفع منصب رقابي في الدولة.. ومهما كانت الملابسات والتبريرات، فالوضع لا يسر الناظرين للمشهد السياسي الديمقراطي الحق، ولكن، هل المطلوب إصلاح الخلل، أم المطلوب هو رأس الشيخ ناصر؟
في الجواب عن هذا السؤال تتجلى الأخلاق، تتغير أساليب المعالجة، وتتمحور لغة الحوار. الجواب ينبئنا بما سيكون، وما كان .. لا ينبئ بخير. التفاتة لأسماء المستجوبين للشيخ ناصر ووزرائه تخبرنا الكثير، نهجهم في تقصي الحقائق وطريقة وصولهم للاستجوابات يدلنا على نوعية «الرحالة»، وعلى تاريخ رحلتهم وعلى غاياتهم المنشودة.
بلا شك أريد استجوابات تحميني وتحمي بلدي من تعسف القادة «التنفيذيين».. أريد استجوابات تستهدف أفعالاً لا أشخاصاً، استجوابات تسقط سياسات لا رؤوسا، استجوابات تعدل أوضاعاً وتغير منهجية، لا تبدل غترا وشماغات..
تصيبنا الاستجوابات الحالية بتواليها الكريه بالغثيان الشديد، ونحن ندور في فلكها بصورة تبدو لا متناهية، فلا تكاد الحكومة تتشكل، بل حتى قبل أن تتشكل، حتى يبدأ التهديد والوعيد، ولاتزال الحكومات المشكلة ومجالس الأمة المنتخبة ومنذ خمس سنوات تدور في الحلقة نفسها، حتى حفظنا جميعاً خطوطها وتعرجاتها تماماً.
بتنا نتسلى مع كل تشكيل جديد بالتكهن حول أول استجواب وأول مستجوب، ثم نمرر الوقت بتخمين موعد الحل بعد أن نقرأ عشرات المقالات التي تعدد علينا خيارات رئيس مجلس الوزراء في التعامل مع الاستجوابات، ثم تطالبه في النهاية بالاستقالة. وقبل أن نتمكن من إفراغ معدتنا بعد توقف هذه اللعبة الدوارة، تبدأ دورة جديدة، فنحبس أنفاسنا، ونرد ريقنا إلى جوفنا وندور، ندور بشكل.. يثير الرثاء.
لا أدري ما هو الحل، فمشكلتنا ليست في أشخاص، ولكن في منهجية مريضة تعمل على «تدويخ» الناس وزغللة أبصارهم لتمرير المصالح من فوق الرؤوس المنحنية بغثيانها نحو الأرض. أود أن أتوقف لوهلة فأبلع ريقي وأنظر شيئاً يُبنى في بلدي، مشروعاً يتيما، أو تقدماً يُحرز على أي صعيد، أي تغيير ...أي خطوة خارج الحلقة المقيتة قبل أن تنهزم آمالنا ومحبتنا لبلدنا وثقتنا في نظامنا، ففي هذه الهزيمة نهايتنا.. جميعاً.
آخر شي
إخواننا اللبنانيين، ألم تتعبوا من الدوران في حلقتكم كذلك؟ تشكيل وزاري عسير، وبيان وزاري أعسر، ولا تكاد الأمور تستقر، حتى تتعكر.. أعانكم الخالق ويانا، وخلصنا ممن تعرفون ونعرف.
هو كذلك، ولا شك أن الحكومة لو التزمت منهج «إمش عدل يحتار عدوك فيك» لقطعت الطريق على الاستجوابات التي شلت البلد ومرافقه وحتى حواس مواطنيه.. ولكن هل النظام الديمقراطي الدستوري هو فقط تفعيل للأدوات الرقابية والتنفيذ النصي للقوانين ومواد الدستور؟
لا يمكن للديمقراطية الحقة أن تكتمل من دون أخلاق، من دون «رمز شرف» يحمي الديمقراطية الرقابية من التوحش والتعسف، ينأى بها عن النهش في أعراض الآخرين وأخلاقهم، ويرتفع بها عن شخصنة الصراع.
النهج المتداول على الساحة السياسية الكويتية الآن هو نهج دستوري يتربص به المتربصون، يفعّلون مواده لتنقلب عليه، يرجرجونه لتسقط أخلاقياته في القاع، وتطفو نواقصه الإنسانية إلى السطح، مكبرة، مضخمة، صفراء مقيتة للناظرين. لدينا دستور، يستخدمه «ممثلو الأمة».. على المسرح الديمقراطي، يشقلبونه ويتقاذفونه، ساعة يعرونه، تاركيه يرتجف برداً في خواء «المسرح».. وتارة يقمطونه بألف وشاح أسود، حتى يختنق من الحرارة. ونحن على كراسينا مشدوهين مشدودين، لا ندري أنصفق للمشهد الهزيل أم نضحك عليه! أم نترك كراسينا غاضبين. ثمن باهظ هذا الذي ندفعه جميعاً لديمقراطية بلا أخلاق، بلا «رمز شرف»، بلا حنكة، تجعلنا نختار معاركنا ونقدم الأهم على المهم، ونتغاضى، وتلك أهم الممارسات السياسية، عن بعض الخطأ من أجل الكثير من الحق والخير.
لست في عارض تبرئة الحكومة، فالمثل يقول، الرقصة تحتاج لطرفين.. والطرفان، بلا شك، يرقصان في جنازة ليس لها صاحب، أو كلنا أصحابها، ولكننا لا نريد أن نمشي خلفها. ولست في عارض الدفاع عن رئيس مجلس الوزراء، حيث إنني، وبكل وضوح، لا أفهم أبعاد اللعبة السياسية. فهناك شيك مكتوب من رجل، هو في أرفع منصب قيادي في الدولة، لآخر هو في أرفع منصب رقابي في الدولة.. ومهما كانت الملابسات والتبريرات، فالوضع لا يسر الناظرين للمشهد السياسي الديمقراطي الحق، ولكن، هل المطلوب إصلاح الخلل، أم المطلوب هو رأس الشيخ ناصر؟
في الجواب عن هذا السؤال تتجلى الأخلاق، تتغير أساليب المعالجة، وتتمحور لغة الحوار. الجواب ينبئنا بما سيكون، وما كان .. لا ينبئ بخير. التفاتة لأسماء المستجوبين للشيخ ناصر ووزرائه تخبرنا الكثير، نهجهم في تقصي الحقائق وطريقة وصولهم للاستجوابات يدلنا على نوعية «الرحالة»، وعلى تاريخ رحلتهم وعلى غاياتهم المنشودة.
بلا شك أريد استجوابات تحميني وتحمي بلدي من تعسف القادة «التنفيذيين».. أريد استجوابات تستهدف أفعالاً لا أشخاصاً، استجوابات تسقط سياسات لا رؤوسا، استجوابات تعدل أوضاعاً وتغير منهجية، لا تبدل غترا وشماغات..
تصيبنا الاستجوابات الحالية بتواليها الكريه بالغثيان الشديد، ونحن ندور في فلكها بصورة تبدو لا متناهية، فلا تكاد الحكومة تتشكل، بل حتى قبل أن تتشكل، حتى يبدأ التهديد والوعيد، ولاتزال الحكومات المشكلة ومجالس الأمة المنتخبة ومنذ خمس سنوات تدور في الحلقة نفسها، حتى حفظنا جميعاً خطوطها وتعرجاتها تماماً.
بتنا نتسلى مع كل تشكيل جديد بالتكهن حول أول استجواب وأول مستجوب، ثم نمرر الوقت بتخمين موعد الحل بعد أن نقرأ عشرات المقالات التي تعدد علينا خيارات رئيس مجلس الوزراء في التعامل مع الاستجوابات، ثم تطالبه في النهاية بالاستقالة. وقبل أن نتمكن من إفراغ معدتنا بعد توقف هذه اللعبة الدوارة، تبدأ دورة جديدة، فنحبس أنفاسنا، ونرد ريقنا إلى جوفنا وندور، ندور بشكل.. يثير الرثاء.
لا أدري ما هو الحل، فمشكلتنا ليست في أشخاص، ولكن في منهجية مريضة تعمل على «تدويخ» الناس وزغللة أبصارهم لتمرير المصالح من فوق الرؤوس المنحنية بغثيانها نحو الأرض. أود أن أتوقف لوهلة فأبلع ريقي وأنظر شيئاً يُبنى في بلدي، مشروعاً يتيما، أو تقدماً يُحرز على أي صعيد، أي تغيير ...أي خطوة خارج الحلقة المقيتة قبل أن تنهزم آمالنا ومحبتنا لبلدنا وثقتنا في نظامنا، ففي هذه الهزيمة نهايتنا.. جميعاً.
آخر شي
إخواننا اللبنانيين، ألم تتعبوا من الدوران في حلقتكم كذلك؟ تشكيل وزاري عسير، وبيان وزاري أعسر، ولا تكاد الأمور تستقر، حتى تتعكر.. أعانكم الخالق ويانا، وخلصنا ممن تعرفون ونعرف.
انا ممن تابعوا مقابلة الدكتورة ابتهال الخطيب في قناة ال بي سي ، اتفق معها في بعض ماطرحته، وأختلف معها في البعض، وربما يكون الإختلاف بسبب عدم فهمي لما كانت ترمي إليه، إذ أنه ليس من الممكن لأي كان أن يصل إلى مكنونات عقل شخص آخر من خلال متابعة مقابلة تليفزيونية عمرها يحسب بالدقائق،
ردحذفأرى أن الذين هاجموا الدكتورة ابتهال لديهم مشكلة تتمثل في عدم قدرتهم على التفريق بين شخص الدكتورة وأفكارها، هي ليست الوحيدة التي تفكر بهذه الطريقة فهناك آخرون، فإن أراد البعض أن يحجر على أفكارها، فعليه أن يسعى إلى الحجر على عقول كل من يتفق معها، وليعلن صراحة أنه من من يرفضون وجود الآخرين طالما لايتفقون معه في الرأي أو المعتقد. أما إذا كان هجومهم على أفكارها وآرائها فأتمنى أن يطرحوا أفكارهم وآرائهم وليتركوا أمر الإقتناع بها لمتلقيها إحتراما لعقولهم.
ومشكلة أخرى وللأسف متفشية في مجتمعنا الشرقي، ألا وهي عملية الإنتقاء من مايصدر من قول أو فعل عن شخص معين، وعادة مايكون الإنتقاء جزئي ومشوه، ليس لسبب سوى استخدامه للهجوم على من صدر منه هذا القول أو الفعل، وأكرر الأسف أن الهجوم يكون موجها للشخص بذاته وليس للأفكار، لاأفترض سوء النية ولكن أعتقد أن المعضلة هي أننا نعيش في مجتمعات يغلب على جزء كبير من أفرادها عدم القدرة على استيعاب مايقال أو يكتب بشكل سليم، مجتمعات اعتادت أن يفكر لها الآخرون، ويقرر لها الآخرون، تارة بالإكراه وتارة بالتكاسل عن إطلاق العنان لعقولهم للتأمل والتفكير، خصوصا في المسائل المتعلقة بالدين.
أما عن فكرة الكثيرين في مجتمعاتنا عن مفهوم الديموقراطية، فساكتفي باقتباس جملة سمعتها من أحد المتصلين بأحد البرامج الإذاعية كان النقاش فيها حول الديموقراطية حيث قال:" في الدول الغربية يتم سب الرؤساء علنا دون خوف" كما لو أن الديموقراطية تنحصر في إمكانية سب وتحقير رموز السلطة علنا.........
في الختام ابعث برسالة تحية للدكتورة ابتهال الخطيب وأحيي قبامها بطرح ومشاركتنا أفكارها، وشكرا
من منطلق الحرية التى تنادين بها اتكلم فاقول لك .. أنا كلمتك عبارة عن .باطل يرد بة حق .. يا صاحبة الفكر العلمانى والآراء المتناقضة فالقاعدة الثابتة تقول ( نعم هى نعم ولاهى لا) يا من لم تقرى ولم تمنعى زواج المثلييى.. وانكرتى ذلك على ابنائك وشبهتى هذا بزواج وزوجة فى الشارع يمارسون حقهم فى الشارع فليس من العقل ضرب مثالا كهذا المثال دائما من باب المقارنة وليس هناك وجة للمقارنة يا (تلموذة) وليس تليمذة إبتهال الخطيب ودن الاطالة أقول لكى ولأستاذتك قول الرسول الكريم 0 يحشر المرء مع من أحب ) فأكثرى من حبك لابتهال الخطيب فالطالما ظللتى هكذا فأنت وهى حسبكم اللة ونعم الوكيل .. فلن تعيشا مثلما عاش سيدنا يونس ولن تموتا بخير ان شاء اللة طالما ظللتم تتبعوا القول الماثور ( باطل يرد بة حق ) فأين اسلامك وربك ورسول من ارائك هذة؟ سؤال وابغى لة اجابة ممكن . أين انت من ربك انت ومن شاكلك امثالك وأمثال ابتهال الخطيب وامثال نوال السعداوى..اقولها حسبى اللة ونعم الوكيل فيكم يا باغى الثقافة العلمانة المغطاة والمحلاة بشيكولاتة مسممة من طراز 0( أوربى _ امريكى ) ساقط لا محالة فى يوم من الايام ... والعهد والزمان تشهد بذلك بسقوط اقوى اقوى دول العالم والباقية تاتى وانتم ... وحسبى اللة ونعم الوكيل فيكم جميعا وافوض امرى الى اللة فيكم
ردحذفرائعة جدا يا دكتورة ابتهال والاغلبية الصامتة معك ولكنها مع الأسف صامتة، دورك حيوي وراح يغير الكثير من حياتنا وان لم يغير من حياتنا راح يغيير حياة اطفالنا للافضل، الى الامام دائما وقلوبنا معك
ردحذفبالطبع البؤس وكل الأسى الذي تدفعه الكويت ثمنا لديمقراطيتها سببه وعلته نوعية العقول الممارسة لهذه الديمقراطية، هنالك عقول تعتق بها حب الأرض وضربت بجذورها أعماقها حتى أضحت أساس وركيزة العمران والنمو الحضاري الأخلاقي والسياسي والاجتماعي، بعكس العقول الدخيلة والتي –فجأة- أصبحت أغلبية فصار لزام علينا ان نطيعها في مبتغاها القمعي طوعا باسم الديمقراطية، " الرحالة " لا ولاء لهم إلا للأرض الخضرة، فهم كالنمل مجتمعين على قطرة عسل فوق الأرض بعد حملها وامتصاصها يسيرون إلى قطرة اخرى من الرزق، إلا ان الفرق بين النمل وبين " الرحالة " ان النمل له قرية يعمرها ويبنيها والرحالة لا قرية لهم إلا في خيامهم القابلة للطي في حال ساءت الصروف بالارض، ولا يملك " الرحال " ان يسمي هذه الارض بالوطن، ببساطة لأن لا وطن له.
ردحذفأسأل ربنا ان ينير بك عقول ابنائنا وان لا يحرمنا من هذا الطرح الجميل.
راشد عبدالعزيز
كلام جميل و منمق ... عبارات ذهبية براقة .. اتمنى لو أن الوجود بهذه البساطة .. وأننا لا زلنا نعيش في الجنة مع أبينا آدم وأمنا حواء كل يفعل ما يحلو له ... فلا ثواب ولا عقاب ..
ردحذفلكنك غفلت - سيدتي- عن حقيقة الوجود والسر الحقيقي وراء وجود هذا المخلوق العجيب - الانسان - على الأرض .نحن هنا للاختبار... ليميز الله الخبيث من الطيب.
لقد غفلت وأغفلت قراءك الكرام عن هذا الامر المهم .. بل الأهم
نعم ... لو أن خالق البشر تركهم بدون اوامر وأحكام لما كان من حق اي كان أن يحكم ذوقه في منع المثليين بدعوى العادات أو تحليل شيء لجنس دون جنس -كما في تعدد الأزواج-.
لكن الأمور ليست هكذا عزيزتي. وليس لنا اطاعة أهوائنا ..
الحقيقة هي اننا نمر في هذه الدنيا مرورا سريعا لنستقر بعدها في دار الخلود الأبدي .. حيث لا موت .. ولا فناء .. إما سعادة سرمدية لا يشوبها أدنى مايعكر صفوها .. وإما عقاب لا تطيقه جلودنا الرقيقة ..
النظر للحياة من هذا المنظار يوضح الكثير .. فمن يعلم أنه عبد لله .. يسلم له ولأحكامه وهو موقن ان وراء كل شرائعه حكمة بالغة -فهو الحكيم المتعالي عن العبث- وان لم تدرك.
أما من تكاثفت على قلبه الحجب والأدران فلا يستطيع أن يرى الحياة على حقيقتها ... ولربما اعتقد أن رأيه مقدم على أحكام السماء.
حتى ذلك اليوم (الحساب) .. كل له دينه وليس لأحد ان يظلم غيره ... الكوكب الازرق لكل البشر ... وعلينا ان نتعايش بسلام
دمتي و جميع القراء بود